الثلاثاء، 23 يوليو 2013

الدرس 16 : المسوحات الزلزالية البحرية



تحدثنا الى الآن عن السجلات الزلزالية على الأرض ولكن الكثير من التقنيات قابلة للتطبيق أيضاً على المسوحات الزلزالية البحرية. المسوحات البحرية أصبحت أهميتها كبيرة نظراً لأن شركات النفط تستكشف وتكتشف النفط في الأرصفة القارية مثل خليج المكسيك ، الخليج العربي ، رصيف شاطئ غرب أفريقيا ، بحر الشمال والمياه الأندونيسية.
الإجراءات البحرية نوعاً ما مختلفة عن تلك التي للتنقيب على الأرض. في المقام الأول انه من المستحيل تثبيت نقاط التفجير في الماء وأي منها يعتمد على أنظمة تثبيت موقع بارعة جداً. العديد منها يمكن أن يعطي سجل متواصل ودقيق لمواقع سفينة المسح بالنسبة لعلامة العوامات او محطات شاطئية. أمثلة عليها أنظمة Decca, Toran and Loran ، التي هي طرق ضرورية لتثبيت الموضع لاسلكياً. حديثاً فان أنظمة تثبيت الموقع المعتمدة على الأقمار الصناعية أصبحت حقيقية. وهي يمكن أن تحدد الموقع بدقة عشرات الأمتار وهو امجاز لم يكن ممكناً من قبل. تثبيت الموقع هو المشكلة الأساسية في العمل البحري.
اليوم لعمل مسح زلزالي بحري نحتاج فقط الى سفينة واحدة. سابقاً كان وجود سقينتين ضرورياً. التفجير يجري في البحر ثم يسجل بتوزيعات من المتحسسات المجرورة خلف سفن المسح على ما يطلق عليها streamers " أنابيب". تلك عبارة عن أنابيب مليئة بالزيت لتعطيها طفو مناسب بحيث تتمكن من البقاء عند العمق المطلوبفي البحر. مجموعات من اللواقط المائية تثبت على مسافات على طول الأنابيب .تلك اللواقط تستجيب لتغيرات الضغط.وهي تحتوي على متحسسات بلورية كهروضغطية تولد جهد متناسب مع تسارع جزيئات الماء التي حركت بواسطة الإشارة أي ضغط الماء اللحظي. عادة فإن الأنابيب سيكون لديها 24 أو 48 مجموعة من اللواقط مثبتة بها. تلك سوف تسجل موجات الضغط وتنقل الإشارة الى جهاز التسجيل على سطح السفينة. المعلومات تعالج بعد ذلك بنفس طريقة المسوحات الأرضية. وبما أن معدل أخذ القياسات معتمد على سرعة السفينة فان التفجير عادة يجرى كل بضعة ثواني للمسوحات المتصلة.
لقد وجد أن الديناميت ذو فعالية قليلة بالنسبة لإنتاج موجات زلزالية لأن الفقاعات الناتجة تعطي ارتفاعاً لكميات غير مقبولة من الضوضاء. ولهذا فإن شحنات التفجير استبدلت بمصدر آخر. احدى تلك الطرق هي طريقة بندقية الهواء. هواء ذو غط عالي "120 بار تقريباً" محبوس في حجرة صغيرة يحرر فجأة. هذا يطلق موجات ضغط مماثلة لتفجير عبوة ناسفة. ميزة طريقة بندقية الهواء انها آمنة للتداول وتعطي مرونة أكبر بحيث يمكن تغيير قيمة خصائص التردد وموقع التفجير بسهولة. أيضاً فإن التزود بمادة الإطلاق لا يخلق مشاكل وهو عامل مهم في المناطق النائية. منظومة من عدة بنادق هواء يمكن أن تستخدم لتغطية المنطقة.
طريقة شائعة أخرى هي طريقة الشرارة. وفيها تولد الموجات الزلزالية بواسطة تفريغ كهربي فجلئي بين قطبين عاليا الجهد الكهربي في الماء. تجمع الأقطاب مجرورة خلف السفينة متصلة بمجموعة مكثفات على سطح السفينة وتشحن بواسطة مولد جهد كهربي. التفريغ يولد حرارة شديدة لدرجة أن الماء يتبخر فجأة صانعاً فقاعات بخار التي تبدأ موجة صادمة. على أي حال  توجد مخاطر أمان وتقييدات لأقصى كمية من الطاقة المستخدمة ، ولهذا فإن استعمالها محدود أكثرمن بندقية الهواء. طرق أخرى متاحة أيضاً مثل أجهزة التقبض المغناطيسي ،أو تفجير غازات قابلة للإشتعال تحت سطح الماء.
مسح بحري واسع يوظف التغطية المتعددة يمكن أن يبلغ أكثر من 60000 سجل في الشهر.هذه الكمية الضخمة من البيانات يمكن أن تعالج فقط باستخدام برامج الحاسوب لأن التقييم اليدوي غير عملي.
المسوحات البحرية سوف تصبح أكثر أهمية في المستقبل والتقنيات الآن تطورت ولهذا فان جميع المسوحات يمكن أن تجرى على أعماق مياه حوالي 500م أي بعد الرصيف القاري. بجوار الشاطئ حيث المياه الضحلة تسود فإن المزاوجة ضرورية بين الطرق الأرضية " تفجيرات الآبار" والبحرية " بنادق الهواء".هنا جرت محاولات لاستخدام أطقم مياه ضحلة خاصة أو طوافة لحل صعوبات التنقل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق