الثلاثاء، 23 يوليو 2013

الدرس 15: تقنية التغطية المتعددة:



حتى الآن ناقشنا فقط القطاعات الانعكاسية الزلزالية التي رتبت بحيث تغطي كل ما تحت السطح بدون فجوات أي أن السطح التحتي المغطى بتوزيعة ما كان دائماً مجاوراً مباشرة لذلك المغطى بالتوزيعة التالية. بهذه الطريقة تم الحصول على قطاعات الزمن الزلزالي التي يمكن تحويلها الى قطاعات عمق. مع ذلك لو تم عمل عدد من الملاحظات المستقلة عند نقطة واحدة بمعنى فحص ما تحت السطح ولكن ليس بواسطة تغطية احادية بل من خلال عدة تغطيات فانه من الممكن طمس الضوضاء الى حد ما وتحسين جودة الانعكاسات. زيادة على ذلك فباستخدام أنساق معينة من الأجهزة ومواقع نقاط التفجير فانه حتى الانعكاسات المتعددة يمكن تقليلها.
طريقة صورة المرآة لحساب الأعماق التحت سطحية يمكن توسيعها ببساطة لتصبح من طرق التغطية المتعددة وذلك عبر ازاحة نقطة التفجير الى الشمال والمسجل الى اليمين. نقطة انعكاس المستوى ستظل حينها في نفس الموقع. وبالتالي نستطيع أن نطلق على نفس البقعة التحت سطحية من نقاط مختلفة ونسجلها من مواقع لواقط مختلفة.
من ناحية عملية فان مسألة ترتيب مواقع اللواقط  على هذا النحو هو ما يجعل التغطية المتعددة أمراً طبيعياً. نستطيع على سبيل المثال استخدام تشكيلة طويلة للتسجيل واستخدام مواقع تفجير مختلفة على طولها. هذا يمكن أن يجرى ببساطة باستخدام توزيعة من 24 لاقط. التوزيعة يمكن أن تنشر بشكل ثابت للأمام أو الخلف. المفجر يوضع عند كل مواقع اللواقط الأخرى. هذا ينتج نمط تغطية معقد للغاية.
بدون خريطو لمواقع التفجير وتوزيعات اللواقط فانه من الصعوبة معرفة أياً من نقاط اللاقط سجل لأي اطلاق. التغطية المتعددة لا تعتمد فقط على موضع المجال الدقيق ولكن أيضاً على تقنيات اعادة التشغيل التالية، حيث أن تسجيلات اللواقط التي غطت نفس النقطة التحت سطحية يجب أن يعاد تشغيلها في نفس الوقت. التغطية المتعددة تزيد كثيراً الحاجة الى حفر الآبار من أجل نقاط التفجير. أيضاً تحتاج الى عمال حقل أكثرمن المعتاد. هذا يؤدي الى زيادة النفقات الميدانية التي عادة تبرر بالتحسين الكبير في جودة البيانات.
هذه الأيام تستخدم 6،12،24 وحتى 48 ضعفاً من التغطيات. ولهذا عند اعادة تشغيل المسارات للحصول على السجلات من نقطة واحدة تحت سطحية فان 6،12،24،48 مساراً يجب أن تشغل في نفس الوقت. من الواضح اننا نحتاج الى دقة قصوى في التقنيات المستخدمة في اعادة تشغيل المراكز. لو لم تكن اعادة التشغيل دقيقة بدرجة عدة ميللي ثواني فان النعكاسات تصبح غير واضحة. الصعوبات التي تحيط بهذه المشكلة تم التغلب عليها بشكل كبير في السنوات الأخيرة وانه من المفاجئ الى أي درجة من الدقة أصبحت تجرى اعادة التشغيلات المتعددة تلك. نحن نطلق على كل نقطة انعكاس تحت سطحية نقطة عمق مشترك أو الأفضل من ذلك " نقطة انعكاس مشتركة" ، وعملية اعادة تشغيل عدة سجلات في نفس الوقت تسمى التجميع.
للايجاز نقول أن التغطية المتعددة هي تفجير وتسجيل لنقطة واحدة تحت سطحية عند مواضع لواقط ونقاط تفجير عديدة. تصميم قطاعات التفجير واللواقط يبدو وكأن كل نقطة أطلق عليها من عدة مواقع. تقنية اعادة التشغيل قي نفس الوقت أو تجميع السجلات تخدم غرض اعادة انشاء مسارات الموجات المختلفة بحيث تعزز الانعكاسات وتقلل الضوضاء. تأثير آخرهو طمس انعكاسات متعددة.
يجب أن نتذكر ان النعكاسات المتعددة تحدث عند السطوح العاكسة القوية وعند سطح الأرض. بالرغم من أنها تبدو في نفس الوقت فان الانعكاس المتعدد في حالات كثيرة ، سوف يكون له متوسط سرعة أقل من الموجة التي انعكست مباشرة من السطح الأقل انعكاساً ( نظراً لأن السرعة عادة تزداد مع العمق). وبالتالي فان زمن الخروج للانعكاس المتعدد أكبر من ذلك الذي للانعكاس المباشر.
لو طبق زمن الخروج الصحيح باستخدام السرعة على الموجة المباشرة فان اشارة الموجة سوف تعزز بينما للمتعدد فان التصحيحات ستكون غير ملائمة. كنتيجة لذلك فان منحنى الخروج للموجة المباشرة ( بعد تطبيق التصحيح) سوف يصبح مستقيماً بينما للانعكاس المتعدد فانه سيحتفظ ببعض التقوس لأن السرعة صحيحة، أي أن تلك التي للموجة المباشرة ستكون كبيرة جدا مقارنة بالمتعددة. تجميع البيانات المأخوذة من تقنيات التغطية المتعددة سيؤدي الى تقليل الإنعكاسات المتعددة وذلك لأنها عند اضافتها تكون خارج الطور، بينما الانعكاسات الصحيحة تكون في الطور ولهذا تقوى.
التغطية المتعددة حازت على قبول دولي والكل تقريباً يستخدمها. مع ذلك فان التقدم العظيم الحاذث بواسطة هذه التقنية لم يكن ليحدث لولا التطور المتزامن لتقنيات التسجيل المغناطيسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق